وقوله:
فلم نر قبل ابن الحسين أصابعًا ... إذا ما هطلن استحيت الدين الوطف
الأصابع: واحدها إصبع, بكسر الهمزة, وفتح الباء في أجود اللغات, وقد حكي: إصبع وأصبع, ويقال: لفلانٍ إصبع على المال إذا كان حسن القيام عليه, قال الشاعر يصف راعيًا: [الكامل]
صليب العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أمحل الناس إصبعا
والديم: جمع ديمةٍ, وهي مطر يدوم, وليس بالشديد, وقيل: أقل ما يكون يوم وليلة, وأصله من ذوات الواو؛ لأنه من دام يدوم إلا أنهم لما أنسوا بالياء قالوا: ديم المطر, ولم يقولون: دوم, أرادوا أن يفرقوا بين تدييم المطر وتدويم الطائر في الهواء, قال الراجز يصف الفرس: [الرجز]
هو الجواد بن الجواد بن سبل ... إن ديموا جاد وإن جادوا وبل
وقالوا: كثيب مديم؛ أي: قد أصابته الديم من المطر. ووطف: جمع أوطف ووطفاء, وهي السحابة التي لها هيدب؛ أي: غيمها متدل قريب من الأرض, قال امرؤ القيس: [الرمل]
ديمة هطلاء فيه وطف ... طبق الأرض تحرى وتدر
ومعنى البيت أن هذا الممدوح إذا هطلت أصابعه استحيت الديم الوطف؛ لأن جودها أغلب وأكثر, وهذا كذب تستحسنه الشعراء.
وقوله:
فلم نر شيئًا يحمل العبء حمله ... ويستصغر الدنيا ويحمله طرف
العبء: الثقل, وهو مأخوذ من قولهم: عبأت الطيب إذا جمعت بعضه إلى بعضٍ, وخلطته, قال أبو زبيد الطائي (١١٥/أ): [الوافر]
كأن بنحره وبمنكبيه ... عبيرًا بات تعبؤه عروس