للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطرف: الفرس الكريم. يقول: هذا الممدوح يحمل الأعباء, ويستصغر الدنيا الواسعة, وهو مع ذلك يحمله طرف, وقد كانوا يصفون نفوسهم بالخفة على ظهور الخيل, قال الشاعر: [البسيط]

لم يركبوا الخيل إلا بعدما كبروا ... فهم ثقال على أكتافها عنف

وقال أبو دلف العجلي: [المتقارب]

خفيف على حاملي ما ركبت ... ولست على ظالمي بالخفيف

وقوله:

ولا جلس البحر المحيط لقاصدٍ ... ومن تحته قرش ومن فوقه سقف

ذكر أشياء ممتنعةً, وزعم أنها موجودة في الممدوح وشبهه بالبحر المحيط, وقد جلس وتحته فرش, وفوقه سقف, وليس ذلك من عادات البحار. ويقال: سقف وسقف, وسقف في الجمع, والآية تقرأ على وجهين: {سقفًا من فضةٍ} وإنما قيل له: سقف لانحناء قواريه مع ارتفاعه, ومن ذلك قولهم: ظليم أسقف, لانحنائه, وإن كان أسقف النصارى عربيًا فإنما قيل له ذلك؛ لأنه من خشوعه ينحني ظهره.

وقوله:

ومن كثرة الأخبار عن مكرماته ... يمر له صنف ويأتي له صنف

يقال: له صنف وصنف, بفتح الصاد وكسرها, وقالوا: عود صنفي, بفتح أوله, وقيل: صنف التين والعنب إذا تغير لونهما عند النضج, قال عبيد الله بن قيس الرقيات: [المنسرح]

سقيًا لحلوان ذي الكروم وما ... صنف من تينه ومن عنبه

<<  <   >  >>