وقالوا للسنة الشديدة: جداع, معدول مثل حذام وقطام. قال أبو حنبل الطائي: [الوافر]
لقد آليت أعذر في جداع ... ولو أعطيت أمات الرباع
وقوله:
لا يرحم الله أرؤسًا لهم ... أطرن عن هامهن أقحافا
يقال لعظم الرأس إذا انقطع: قحف, وجمعه أقحاف, وفي أطرن ضمير يرجع إلى الأسياف.
وقوله:
ما ينقم السيف غير قلتهم ... وأن تكون المئون آلافا
يقال: نقمت الشيء إذا أنكرته, بفتح القاف, وقد كسرت, والفتح أجود, وعلى ذلك ينشد قول الشاعر: [المنسرح]
ما نقموا من بني أمية الـ ... لا أنهم يحلمون إن غضبوا
ونصف البيت الآخر محمول على النفي, كأنه قال: ما (١١٦/أ) ينقم السيف إلا قلتهم وألا تكون المئون آلافًا, فحذف (لا) لعلم السامع بما يريد, وليس هذا بأبعد من قولهم: والله أفعل, أي: لا أفعل. ويجوز أن يكون الشاعر أراد أن زيادتهم على الآلاف مما ينقم السيف؛ لأنه يريد الكثرة.
والمائة: تجيء على جموعٍ مختلفة؛ فيقال: مئات ومئٍ, ومئون, ومئيات في الضرورة, وقالوا: مين في الشعر, وهم يريدون مئين, فحذفوا الهمزة, وأعربوا النون, وهذا البيت يروى لحسان: [الوافر]
وذلك أن ألفهم سواء ... بواحدنا نعم أيضًا ومين