فقلت والمرء قد تخطيه مبنيته ... أدنى عطائهم إياي ميئات
وقوله:
يا شر لحمٍ فجعته بدمٍ ... وزار للخامعات أجوافا
والخامعات: يعني بها الضباع, قال مالك بن نويرة:[الكامل]
يا لهف من عرفاء ذات فليلةٍ ... تأتي إلي على ثلاثٍ تخمع
وقال آخر:[الوافر]
وجاءت جيأل وأبو بنيها ... أحم المأقيين لهم خماع
يقول: قتلتهم فأكلتهم الضباع.
وقوله:
قد كنت أغنيت عن سؤالك بي ... من زجر الطير لي ومن عافا
كأنه بلغه أن هؤلاء الهاربين منه سألوا عنه منجمًا ليعطيهم خبره, أو من يجري مجرى المنجم ويتعاطى زجر الطير وعيافتها, فيحكم عليها إذا مرت به, فيتيمن مرةً, ويتطير أخرى, وبعض الناس يروي لذي الرمة بيتين, وليسا في كل الروايات, وهما:[الطويل]
رأيت غرابًا واقعًا فوق بانةٍ ... من البان لم ينبت لها ورق خضر
فقلت غراب باغترابٍ وبانة ... لبينٍ ألا هذي العيافة والزجر