للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جماعةً, كل واحدٍ منها كأنه بدر تام, والآخر أن يكون عنى واحدًا بعينه. ويقال: محاق القمر ومحاقه, وثلاث ليالٍ من آخر الشهر, يقال لهن: ثلاث محاق, قال الشاعر: [الطويل]

تزوجتها قبل المحاق بليلةٍ ... فصار محاقًا كله ذلك الشهر

وقوله:

وبين الفرع والقدمين نور ... يقود بلا أزمتها النياقا

هذا البيت يدل على أنه عنى واحدًا في أشبه الوجهين, ولا يمتنع أن يكون عنى جمعًا, وأراد: أن بين فرع كل واحدٍ من أحبته وبين قدميه نورًا يقود النياق بغير أزمةٍ, وهذا مثل قول كثيرٍ: [الطويل]

إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا

إلا أن بيت أبي الطيب أبلغ؛ لأن كثيرًا إنما ادعى أن المطايا تسير على نور وجهها, والقود بغير الأزمة فوق هذه الرتبة بدرجاتٍ. والناقة من ذوات الواو, وأصلها: نوقة, فلما جمعت على فعالٍ انقلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها, ولأنها كانت معتلة في الواحد.

وقالوا: استنوق الجمل: إذا صار كالناقة في ذله, قال الكميت: [الطويل]

هززتكم لو كان فيكم مهزة ... وذكرت ذا التأنيث فاستنوق الجمل

وقوله (١١٧/أ):

وطرف إن سقى العشاق كأسًا ... بها نقص سقانيها دهاقا

دهاق: أي مملوءة, يقال: دهقت الكأس وأدهقتها, ولا يمتنع أن يكون دهقان القرية مأخوذًا من هذا اللفظ, ويكون وافق لفظ العربية, وتكون الألف والنون زائدتين, ودهقان القرية يكون فيها كالرئيس, وأكثر ما يعنون بذلك النصراني والمجوسي؛ فيريدون أنه إذا نزل به من يكرمه سقاه كأسًا دهاقًا من الخمر.

<<  <   >  >>