للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

وخصر تثبت الأنظار فيه ... كأن عليه من حدقٍ نطاقا

النطاق: ثوب أو نحوه يشد به الإنسان وسطه, وأصل ذلك: أن الإنسان إذا هم بأمر شد له نطاقه؛ فكأنه إذا أراد أن ينطق بخطبةٍ أو يتكلم في جماعةٍ تحزم لذلك, فيكون اشتقاق النطاق من: نطق الإنسان, ويقال: بات فلان شديد النطاق, إذا بات ساهرًا, كأنه خائف من عدو, قال الشاعر: [المتقارب]

وليلة نحسٍ تبيت النسا ... ء للخوف وهي شداد النطق

ويقولون: حل الرجل نطاقه بالمكان: إذا أقام به, كما يقولون: ألقى عصاه, قال الشاعر: [الكامل]

ولقد هبطت الأرض حل بها الندى ... والغيث كل علاقةٍ ونطاق

والمعنى أن الشاعر أراد المبالغة في الصفة بالنعمة؛ فزعم أن العين إذا نظرت إلى هذا المحبوب صارت فيه ممثلةً, والعيون تكثر النظر إليه, فقد صار في خصره من الحدق نطاق؛ وهذا كذب يجب أن يستغفر منه, ومن الإصغاء إليه.

وقوله:

سلي عن سيرتي فرسي وسيفي ... ورمحي والهملعة الدفاقا

خرج من تلك الصفة إلى مخاطبة مؤنثٍ. وسيرة الرجل ما هو عليه من طريقةٍ وأخلاقٍ, يقال: سار الرجل سيرةً جميلةً أو قبيحةً, قال الهذلي: [الطويل]

فلا تجزعن من خطة أنت سرتها ... فأول راض خطةً من يسيرها

والهملعة: الناقة السريعة, والذكر: هملع, قال ذو الرمة: [الطويل]

سمام نجت منها المهارى وخلفت ... قراحيبها والماطلي الهملع

<<  <   >  >>