للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل البرام غدا في أصدةٍ خلقٍ ... لم يستعن وحوامي الموت تغشاه

وقوله:

وغضبى من الإدلال سكرى من الصبى ... شفعت إليها من شبابي بريق

ريق الشباب: أوله, وأصله من ذوات الواو؛ لأنه إن أخذ من الروق؛ أي: الأول, أو من راق يروق إذا أعجب فكأنه من ذوات الواو, وأصله ريوق, كما أن أصل سيدٍ: سيود, فقلبت الواو ياءً.

وقوله:

وأشنب معسول الثنيات واضحٍ ... سترت فمي عنه فقبل مفرقي

وأجياد غزلانٍ كجيدك زرنني ... فلم أتبين عاطلًا من مطوق

هذان البيتان من أحسن ما قيل في العفة, وقوله: معسول الثنيات؛ أي: كأن فيه العسل, والبيت الذي أوله: وأشنب: يحتمل وجهين: أحدهما: أن يعني بأشنب شخصًا, والآخر: أن يعني فمًا. والوجه الآخر أحسن؛ لأن الشنب مقصور على الفم والأسنان, ويقال: غزال أجيد أي: طويل الجيد, قال عمر بن أبي ربيعة: [المتقارب]

دعاني من بعد شيب القذال ... غزال له عنق أجيد

وهذا مما تفق فيه الجيد المراد به العنق, والجيد إذا كان جمع الأجيد؛ فجاءا على لفظٍ واحدٍ, لأنك إذا قلت: هذه غزلان جيد فالجمع مساوٍ للعنق في اللفظ.

وقوله:

وما كل من يهوى يعف إذا خلا ... عفافي ويرضي الحب والخيل تلتقي

كانت نساء العرب تفتخر بشجاعة رجالها, وتذكر أنهم إن لم يقاتلوا لم يسمحن لهم

<<  <   >  >>