للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

هوادٍ لأملاك البلاد كأنها ... تخير أرواح وتنتقي

اللام في قوله: لأملاك الجيوش (*): في معنى إلى كأنها تهدي الفوارس إلى طعن الأملاك.

وقوله:

تفك عليهم كل درعٍ وجوشنٍ ... وتفري إليهم كل سورٍ وخندق

الجوشن في كلام العرب: الصدر, وقد مر ذكره, وليس في كلامهم الجشن فيكون مشتقًا منه. وإن كان الجوشن من الحديد عربيًا, فاشتقاقه من الجوش, ووزنه فعلن, وتفري إذا ضمت التاء فهو قطع على جهة الإفساد, وقد قالوا: فرى في معنى أفرى, وكثر قولهم: تفري, بفتح التاء في معنى الإصلاح, قال زهير: [الكامل]

ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ... ـض القوم يخلق ثم لا يفري

والسور: إذا أريد به سور المدينة: فهو مأخوذ من السورة؛ أي: الارتفاع, ومن قولهم: سار يسور إذا وثب, وبيت النابغة ينشد على وجهين: [الطويل]

ألم تر أن الله أعطاك سورةً ... ترى كل ملكٍ دونها يتذبذب

ومنه قولهم: رجل مسور؛ أي: ذو سورة. والخندق ليس له أصل في كلام العرب, إلا أنهم قد تكلموا به قديمًا, واحتفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خندقًا في المدينة, قال الراجز: [الرجز]

فصدهم عن لعلعٍ وبارق ... ضرب يشظيهم عن الخنادق

وقال النابغة: [الوافر]

فدوخت البلاد فكل قصرٍ ... يجلل خندقًا منه وحامي

وليس في كلامهم الخدق, فيشتق منه الخندق, وتكون نونه زائدةً.

<<  <   >  >>