للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنبر في المرافق: يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون مدحًا للأرض؛ يريد أنها طيبة كأن ثراها عنبر.

والآخر: أن يكون وصف نفسه وأصحابه بأنهم معيون, فهم لإيثارهم النزول والراحة؛ كأن ثرى الأرض عندهم عنبر, وإن كان الأمر على سوى ذلك, وقد تمنت الشعراء مباشرة تراب الأرض التي ينزل بها من يحبون, قال الشاعر: [الوافر]

وددت وأبرق العيشوم أنا ... نكون معًا جميعًا في رداء

أباشره وقد نديت رباه ... فألصق صحةً منه بدائي

وقال آخر: [الطويل]

يقر بعيني أن أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأجرع المتقاود

وأن أرد الماء الذي شربت به ... سليمى إذا ما خف من كل وارد

وألصق أحشائي ببرد ترابه ... وإن كان مخلوطًا بسم الأساود

وقوله:

بلاد إذا زار الحسان بغيرها ... حصى تربها ثقبنه للمخانق

في الفرات مواضع يكون فيها حصًى متلون يستحسن, وربما جلبه المسافرون ليتحفوا به ولدانهم؛ فبالغ أبو الطيب في صفته حتى جعل الحسان تتخذه في المخانق.

وقوله:

سقتني بها القطربلي مليحة ... على كاذبٍ من وعدها ضوء صادق

<<  <   >  >>