للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: هو حديث السن, وعلمه واسع, ومعرفته بسيطة, وتلك من مبالغات الشعراء التي تخرج إلى الكذب.

وقوله:

وما الحسن في وجه الفتى شرفًا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق

هذا بيت قد جمع فيه بين صدقٍ وجودةٍ وسلامة لفظٍ, فقد فضل ما قبله من الأبيات, والبيت الذي بعده, وهو قوله:

وما بلد الإنسان غير الموافق ... ولا أهله الأدنون غير الأصادق

هذا البيت قد ضعف بالتصريع ضعفًا بينًا, وهو كالمنقطع من معنى ما قبله, ولم تجر عادة أبي الطيب بالتصريع في غير الأوائل؛ فأما العرب فمنهم من يصرع في أول القصيدة, ومنهم من يبتدئها على غير تصريعٍ, فمما لم يصرع قول الأفوه: [الرمل]

إن ترى رأسي فيه نزع ... وشواتي خلة فيها دوار

وديوانه في الرواية اليمانية أربع قصائدة وقطعة, وكلها غير مصرعٍ, ومن ذلك قوله: (١٢٢/أ) [السريع]

إما تري رأسي أزرى به ... مأس زمانٍ انتكاسٍ مؤوس

وقوله: [البسيط]

فينا معاشر لم يبنوا لقومهم ... وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

وقوله: [الكامل]

أضحت فريعة قد تغير بشرها ... وتجهمت بتحية القوم العدى

<<  <   >  >>