للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكنت إذا رأيت بني لؤي ... عرفت الود والنسب القرابا

والمعنى أن هؤلاء القوم فروا, وتركوا حريمهم, فرحمت من خلفوه لما بينك وبينهم من النسب؛ إذ كنت أنت وهؤلاء القوم يجمعكم في النسب نزار بن معد بن عدنان.

وقوله:

وحفظك فيهم سلفي معد ... وأنهم العشائر والنصاب

عنى بالسلفين ربيعة ومضر؛ لأن سيف الدولة من ربيعة, وبنو كلابٍ مضريون. والمعنى أنك حفظت السلفين المنتسبين إلى معد؛ لأنه لو لم يعن ذلك لاحتمل المعنى أن يحمل على أنه أراد السلفين اللذين قبل معد؛ مثل: عدنان, وأدد.

والعشائر: جمع عشيرة, وهذا اللفظ يقع على البعيد في النسب والقريب, وهو مأخوذ من المعاشرة, وقد قالوا لامرأة الرجل: عشيرته, وكذلك يقولون للجارة, قال أوس بن حجرٍ: [الوافر]

ولست بأطلس الثوبين يصبي ... عشيرته إذا ما الناس ناموا

وأصل المعاشرة - والله أعلم - أن تكون مأخوذةً من أعشار الجزور, فكأن المعاشر - في الأصل - الذي يأخذ مع أصحابه عشر جزورهم, ثم كثر ذلك حتى أصلت المعاشرة الموافقة والمنادمة. والنصاب: الأصل.

<<  <   >  >>