للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

تكفكف عنهم صم العوالي ... وقد شرقت بظعنهم الشعاب

تكفكف: في معنى تكف وتصرف, وهو مأخوذ من الكف. ووزن تكفكف على مذهب سيبويه تفعلل, وعلى ما وضع في كتاب العين تفعفع, وعلى مذهب الفراء تفعفل, وإليه ذهب الزجاج. والأشبه أن تكون صم العوالي هاهنا معرفةً, وتكون الإضافة على معنى من, كأنه أراد صما من العوالي, وهذا أحسن من أن تكون نكرةً. ويكون المعنى تكفكف عنهم صمًا عواليها.

وأصل الظعن: الرحيل, وقيل للقوم المتحملين, ظعن وظعن. والشعاب: جمع شعبٍ, وهو الطريق في الجبل. يقول: ترد عنهم الرماح وهو فارّون, قد شرقت الشعاب بظعنهم؛ أي: ضاقت كما يضيق حلق الشرق بما فيه. والشرق هاهنا كقول الآخر: [الوافر]

وما أنا والتلدد حول نجدٍ ... وأجهضت الحوائل والسقاب

الأجنة: جمع جنينٍ, وهو الولد ما دام في بطن أمه؛ لأنه يجن به؛ أي: يستر, والولايا: جمع وليةٍ, وهو شيء يكون على ظهر البعير يجري مجرى البردعة لذوات الحافر. وسمي وليةً لأنه يلي الظهر, أو لأنه يلي ما فوقه.

والمعنى أنهم أعجلوا فركبوا على الولايا, ولم يجعلوا فوقها شيئًا, فإذا فعل الرجال ذلك

<<  <   >  >>