وأرملةٍ تسعى بنعلين طلقت ... وأرماحنا آذنها بطلاق
يريد أنهم فرقوا بينها وبين زوجها فكأن أرماحهم حكمت عليها بطلاقٍ.
وقال آخر: [الطويل]
وكلبيةٍ قط طلقتها رماحنا ... تلفت كالصيداء أودى جنينها
وقوله:
أتى الظعن حتى ما يطير رشاشه ... من الخيل إلا في نحور العواتق
يقال: ظعن وظعن, بضم الظاء وفتحها؛ فإذا قيل: ظعن فهو جمع ظعينةٍ, مثل: سفينةٍ وسفنٍ, وإذا قيل للنساء الظاعنات: ظعن, فهو مصدر نعت به, والمعنى: ذوات ظعنٍ, كما يقال: نسوة زور؛ أي ذوات زيارةٍ, قال الراجز: [الرجز]
كأنهن فتيات زور ... أو بقرات بينهن ثور
والهاء في رشاشه عائدة على الظعن, ورشاشه ما تطاير منه, شبه برشاش المطر, وهذا نحو قوله في الأخرى:
ظعائن طال ما سارت هوادجها ... منيعةً بين مطعونٍ ومضروب
وهذا, وإن شابه المعنى الأول, فهو ضد له, لأن الأول ذم, وهذا مدح. والعاتق: جمع عاتقٍ وهي الجارية قد آن أن تزوج, شبهت بالفرخ العاتق الذي قد نبت ريشه, وآن له أن يطير, وقيل: العاتق: التي تقيم في بيت أبيها بعد بلوغها, أخذت من عتق الشيء إذا تقدم, قال أوس بن حجرٍ: [الطويل]
علي ألية عتقت قديمًا ... فليس لها وإن سلفت غرام
وقوله:
بكل فلاةٍ تنكر الإنس أرضها ... ظعائن حمر الحلي حمر الأيانق