للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لوح خليك الأداوى والنجم ... وطول تخويد المطي والسعم

أراد أنهم يهتدون بالنجم فقد غير جسومهم ذلك. والسعم: ضرب من سير الإبل, وهذا الرجز ينشد على وجهين: منهم من يسكن الجيم في النجم, والعين في السعم, ومنهم من يحرك الحرفين. وأبدى: أفعل من قولهم: بدا القوم إذا صاروا باديةً, والأداحي: جمع أدحي, وهو حيث يبيض النعام. وإذا كانت هذه الياء مشددةً في الجمع كقولك: أمنية وأماني, وأوقية وأواقي, ولا اختلاف في أن التخفيف جائز في الشعر, قال مالك بن الريب: [الطويل]

فيا زيد عللنا بمن يسكن الغضا ... وإن لم يكن يا زيد إلا أمانيا

ويقال: إن يزيد بن القعقاع قرأ: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} , بتخفيف الياء, قال كثير: [الطويل]

فمازلت أبغي الظعن حتى كأنهم ... أواقي سدى تغتالهن الحوائك

فخفف ياء الأواقي. والبصريون يروون بيت زهير بتخفيف ياء الأثافي: [الطويل]

أثافي سفعًا في معرس مرجلٍ ... ونؤيًا كجذم الحوض لم يتثلم

والكوفيون يروونها بالتشديد. وبيت عدي بن زيدٍ ينشد على وجهين: [الخفيف]

لم يعبه إلا الأداحي وقد وبـ ... بر بعض الرئال في الأفلاق

ومنهم من يروى: إلا الأداحي قد وبر. والنقانق: جمع نقنقٍ ونقنقةٍ, وهو الظليم, والنعامة, وإنما قيل لهما ذلك؛ لأن النقنقة من أصواتهما. ولا يبيض النعام إلا في بلد بعيدٍ من الأنيس؛ فجعل بيوت هذا الممدوح أبدى من أداحي النعام, التي تختار لبيضعها ورئالها ما أقفر من البلاد.

<<  <   >  >>