للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توارت: يعني الشمس, وذكروا أن السرادق هاهنا: الغبار. والهاء في صعبها وذلولها (١٢٣/ب) راجعة على أرض سلكوها. وعنى بالفلذ شيئًا من ماءٍ قليلًا. والسرارة أكرم موضعٍ في الوادي, فطافوا بهذا الماء القليل؛ فمنهم من حسا حسوةً, ومنهم من لم يصل إلى الحسوة فذاقه باللسان.

وقوله:

فذكرتهم بالماء ساعة غبرت ... سماوة كلبٍ في أنوف الحزائق

يعني أنه ذكر البادية بالماء؛ وذلك أنه طردهم حتى حصلوا بالسماوة, وهي قليلة الماء فاشتد بهم الظمأ. والحزائق: جمع حزيقةٍ, وهي الجماعة من الناس.

وقوله:

وكانوا يروعون الملوك بأن بدوا ... وأن نبتت في الماء نبت الغلافق

الغلافق: جمع غلفقٍ, وربما عبروا عنه بأنه الطحلب, وقيل: الغلفق: ما سقط في الماء من ورق الشجر, ومنه قول أبي كبيرٍ الهذلي: [الكامل]

فصدت عنه ظامئًا وتركته ... يهتز غلفقه كأن لم يكشف

وقوله:

فهاجوك أهدى في الفلا من نجومه ... وأبدى بيوتًا من أداحي النقانق

هاجوك: أي: حملوك على أن طردتهم, فوجدوك أهدى في الفلا من النجوم؛ لأن الذين يسرون بالليل إنما يهتدون بالنجم في المفاوز البعيدة, ويذكرون الهداية بالفرقد والجدي وسهيلٍ وغيرهن من النجوم, قال الراجز: [الرجز]

قلت له والجدي تحت الفرقد ... إنك إن لم تزجها بالفدفد

لا ترد الأمواه إلا من غد

وقال آخر: [الرجز]

<<  <   >  >>