وإنما قيل لبيضة الحديد: بيضة؛ لأنها شبهت ببيضة النعامة, قال أوس بن حجرٍ: [الطويل]
كأن نعام السي باض عليهم ... وقد جعجعوا بين الإناخة والحبس
وقال النابغة: [الوافر]
فصبحهم بها صهباء صرفًا ... كأن رؤوسهم بيض النعام
وقوله:
نهاها وأعناها عن النهب جوده ... فما تبتغي إلا حماة الحقائق
الحقائق: جمع حقيقةٍ, وهي ما يحق على الرجل أن يحميه من الأشياء, وقال قوم: الحقائق: جمع حقيقةٍ, وهي الراية؛ لأنها إذا لم تحم فالجيش هزيم. وفي هذا شبه من قول عنترة: [الكامل]
يخبرك من شهد الوقائع أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
إلا أن العبسي وصف نفسه بالقتال, ونزهها عن الرغبة في الغنيمة, وأبو الطيب لم يصف الجنود بالعفة عن المغنم, وإنما ذكر أن صاحب الجيش أغناهم بالجود عن النهاب.
وقوله:
توهمها الأعراب سورة مترفٍ ... تذكره البيداء ظل السرادق
السورة: الوثبة. والمترف: المتنعم. أراد أنهم ظنوا أن سيف الدولة إذا سار في البيداء, وظهر للشمس تذكر ظل السرادق, والسرادق: ما حول الفسطاط, ويقال لما حول البناء: سرادق. وليس أصله بعربي, وقد يقال للغبار: سرادق, وإذا قيل للغبار ذلك جاز أن يجعل السرادق الدخان في قوله تعالى: {أحاط بهم سرادقها} ومن أبيات المعاني: [الطويل]
ولما ركبنا صعبها وذلولها ... إلى أن توارت تحت ظل السرادق
رمتنا بفلذٍ من سرارة قلبها ... فطفنا به من بين حاسٍ وذائق