للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال:

يا حبذا مقرنفطك ... إذ أنا لا أفرطك

والمقرنفط: المجتمع المتقبض.

وقوله:

بعيدة أطراف القنا من أصوله ... قريبة بين البيض غبر اليلامق

اليلامق: جمع يلمقٍ, وأصله فارسي معرب, وهو القباء المحشو, وقيل: أصله بالفارسية يلمه, وقد استعملته العرب, قال جرير: [الكامل]

سائل بني بكرٍ إذا لاقيتهم ... والأسد إذ ندبوا لنا مسعودا

فأتاهم عشرون ألف مدججٍ ... متسربلين يلامقًا وسرودا

وقوله: قريبة بين البيض: يعني بيضة الحديد أي: الفوارس تتقارب رؤوسهم لعظم الكتيبة وضيق ما تسلك فيه, وإن كان فضاءً رحبًا.

ووصف القنا بالطول وتباعد أطرافه من أسافله؛ لأن الفارس إذا طالت قناته كان حملها أصعب من حمل ما قصر من الرماح, وهم يفتخرون بالرمح الطويل, قال الشاعر: [الوافر]

لعمرك ما رماح بني قشيرٍ ... بطائشة الصدور ولا قصار

والأجود خفض بين بإضافة قريبة إليه, ويجوز النصب على تقدير ما, والآية تقرأ على وجهين: {لقد تقطع بينكم} , بالرفع, و «بينكم» بالنصب, فإذانصبت فهي ظرف, ويجب أن يكون ما على هذا الوجه نكرةً كثر استعمالهم في هذا الموضع. وهذا البيت ينشد رفعًا ونصبًا: [الطويل]

يديرونني عن سالمٍ وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم

<<  <   >  >>