للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وكان هديرًا من فحولٍ تركتها ... مهلبة الأذناب خرس الشقاشق

قوله: وكان هديرًا؛ أي: كان العصيان الذي أجروا إليه هديرًا من فحول إبلٍ. والفحل إنما يهدر إذا صال أو أراد الصيال, ومن شأنه إذا هم بذلك أن يرفع ذنبه ويظهر شقشقته. فهذا الممدوح قد جعل الأذناب مهلبةً؛ أي: قد أخذ هلب أذنابها, وهو شعرها, وأخرس شقاشقها, والشقاشق: جمع شقشقةٍ, وهي شيء يخرجه البعير العربي من فمه, قال الراجز: [الرجز]

وهو إذا جرجر بعد الهب ... جرجر في شقشقةٍ كالحب

وهامةٍ كالمرجل المنكب

وقال الآخر: [الرجز]

أرسل فيها قطمًا لم يقفر ... يخرج بين مشفرٍ ومشفر

شقشقةً مثل الجراب الأوفر ... في جنبها وهي كعين الأعور

وقوله:

فما حرموا بالركض خيلك راحةً ... ولكن كفاها البر قطع الشواهق

يقول: هؤلاء القوم لم يحرموا بالركض خيلك راحةً؛ لأنك ركضتها في السهول, وكنت إذا غزوت الروم ركضتها في الجبال الشاهقة, وركضها فيما سهل من الأرض أقل مشقةً من ذلك, ويقال: جبل شاهق؛ أي مرتفع في السماء, ومنه شهيق الإنسان؛ لأنه نفس متعالٍ.

وقوله:

ولاشغلوا صم القنا بقلوبهم ... عن الذكر لكن عن قلوب الدماسق

الدماسق: جمع دمستقٍ, وقد مضى القول: إنه لا مثال له في العربية, ولما قال النحويون في تصغير فرزدقٍ: فريزد, وأجازوا فريزقًا بحذف الدال, واحتجوا بأن حذفها حسن؛ لأن الدال

<<  <   >  >>