للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشبه التاء, والتاء من حروف الزوائد, كان حذف التاء في دمستقٍ واجبًا لا يجوز غيره.

وقوله:

ألم يحذروا مسخ الذي يمسخ العدى ... ويجعل أيدي الأسد أيدي الخرانق

يقول: ألم يخش هؤلاء العرب مسخ هذا الممدوح؛ الذي إذا حارب مسخ الأسد خرانق, وهي جمع خرنقٍ, وهي الصغيرة من أولاد الأرانب. والأرنب توصف بلين المس, وفي كلام بعض النساء المذكورات في حديث أم زرعٍ: [الرجز]

المس مس أرنب ... والريح ريح زرنب

أغلبه والناس يغب

تصف زوجها بذلك. والزرنب: طيب من طيب البادية, وينشد لأعرابي يخاطب ابنه: [الرجز]

يا بأبي أنت وفوك الأشنب ... كأنما ذر عليه زرنب

أو زنجبيل عاتق مطيب

وسكن أبو الطيب ياء أيدي في موضعين, وذلك جائز في الضرورة, وقلما يجتمع تسكين هذه الياء مرتين في بيتٍ واحدٍ, قال الراجز: [الرجز]

كأن أيديهن بالقاع القرق ... أيدي جوارٍ يتعاطين الورق

يريد أن هؤلاء الجواري بنات قومٍ أغنياء, فهن يلعبن بالفضة وأيديهن مخضبات؛ يريد أن أيدي العيس قد دميت من السير فشبه أيديها بأيدي جوارٍ مختضباتٍ.

وقوله:

تعود ألا تقضم الحب خيله ... إذا الهام لم ترفع جنوب العلائق

زعم أن هذا الممدوح لا تقضم خيله الحب؛ أي: الشعير - والقضم أكل الشيء اليابس -

<<  <   >  >>