للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

إلف هذا الهواء أوقع في الأنـ ... ـفس أن الحمام مر المذاق

هذا البيت, والذي بعده يفضلان كتابًا من كتب الفلاسفة؛ لأنهما متناهيان في الصدق, وحسن النظام, ولو لم يقل شاعرهما سواهما, لكان فيهما له جمال وشرف.

وقوله:

والأسى قبل فرقة الروح عجز ... والأسى لا يكون بعد الفراق

يقول: ينبغي للإنسان أن يسهل أمر العاجلة على نفسه, فإذا كان حيًا فما ينبغي أن يحزن؛ لعلمه أن فراق نفسه يكون؛ لأنه لم يكن بعد, وإذا فارقته نفسه فقد أمن من الأسف, ورجع إلى حال العدم, وفراق الحس.

وقوله:

كم ثراءٍ فرجت بالرمح عنه ... كان من بخل أهله في وثاق

جعل ثراء البخل كأنه في وثاقٍ عنده, وذكر أن هذا الممدوح طعن ذلك المثري فقتله, وخلص ماله من الوثاق؛ لأن هذا الممدوح فرقه على العفاة.

وقوله:

والغنى في يد اللئيم قبيح ... قدر قبح الكريم في الإملاق

يقول: غنى اللئيم يستقبح بمقدار ما يسمج إملاق الكريم, وقد أحسن الحكمي كل الإحسان في قوله: [الطويل]

كفى حزنًا أن الجواد مقتر ... عليه ولا معروف عند بخيل

وقوله:

ليس قولي في شمس فعلك كالشمـ ... ـس ولكن في الشمس كالإشراق

جعل لفعل الممدوح شمسًا, وفضل نورها على نور ما يقول, أي: إن شمس فعلك لا يحسنها قولي, وهي تحسنه, كما أن الإشراق يحسن الشمس.

<<  <   >  >>