للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

يريك خرقًا وهو عين الحاذق

أصل الخرق أن يكون الرجل غير صنعٍ, والمرأة ليست بالصناع, فيقال: رجل أخرق وامرأة خرقاء, قال ابن علبة الحارثي: [الطويل]

ولا أن قلبي يزدهيه وعيدهم ... ولا أنني بالمشي في القيد أخرق

وقال آخر: [الطويل]

فما شنتا خرقاء واهيتا الكلى ... سقى بهما ساقٍ ولم يتبللا

والمعنى أن هذا الفرس إذا رأيت خلقه ذلك على أنه بهيمة, وإذا نظرت إلى معرفته بالأشياء علمت أنه صاحب معرفةٍ وحذاقةٍ. ويقال: فلان عين الكريم, أي: هو كريم حقيقي.

وقوله:

يحك أنى شاء حك الباشق ... قوبل من آققةٍ وآفق

ادعى له أن عدوه يجري مجرى طيران الباشق؛ فهو يحك أي موضع شاء, والباشق معروف عند العامة, وغير مذكور في الشعر القديم, ولم يصرفوا منه الفعل فيقولون: بشق, وقوبل, أي: نتج بين فرسين كريمين, والآفق من الرجال والخيل الذي هو غاية في الفضل, ويجوز أن يكون مأخوذًا من قولهم: أفق السماء ناحية منها؛ فيكون معنى الآفق أنه قد ارتفع في المكارم حتى كأنه في أفق, قال زهير: [البسيط]

لو نال قوم ذوو مجدٍ ومكرمةٍ ... أفق السماء لنات كفه الأفقا

<<  <   >  >>