«جري المذكيات غلاب» , وسكن الياء من المذاكي ضرورةً.
والعقائق: جمع عقيقةٍ, وهي الشعر الذي يخرج على المولود. والمعنى: أن أمه سبقت الجياد وهو في بطنها, وذلك لغزارة جريها؛ لأنها إذا سبقت وهي حامل فكيف بها إذا كانت مضمرةً, وهذا مثل قول الآخر في صفة فرسٍ: [الرجز]
قد سبق الجياد وهو رائض ... فكيف لا يسبق وهو راكض
أي: يرتكض في بطن أمه, وهم يشبهون ساقي الفرس بساقي النعامة, قال امرؤ القيس: [الطويل]
له أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةٍ ... وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل
وقوله:
وزاد في الأذن على الخرانق ... وزاد في الحذر على العقاعق
أذن الفرس توصف بالصغر, والتأليل, واللين, ولذلك قال الأنماري في صفة الفرس: (١٢٩/أ) [الوافر]
كأن مسيحتي ورقٍ عليها ... نمت قرطيهما أذن خذيم
أي كأنها مقطوعة قد خذمت. والعقاعق: جمع عقعقٍ, وهو هذا الطائر المعروف, ويقال: «أحذر من عقعقٍ».
وقوله:
يميز الهزل من الحقائق ... وينذر الركب بكل سارق
لم يوصف الفرس بمثل هذه الصفة؛ لأنه ادعى له فهمًا كفهم الإنسان, وهذا يشابه قوله: [الطويل]
وأدبها طول القتال فطرفه ... يشير إليها من بعيدٍ فتفهم
وقوله: وينذر الركب بكل سارق: هذه صفات ما علمت أحدًا سبق إليها أبا الطيب, فرحمه الله, لقد كان عوامًا في بحار الفكر على جواهر القول.