أشوقًا ولما تمض لي بعد ليلة ... رويد الهوى حتى تغب لياليا
وقوله:
وهذا الشوق قبل البين سيف ... وها أنا ما ضربت وقد أحاكا
يقول: شوقي كأنه سيف ولم أرتحل بعد, ولم أضرب بذلك السيف, وقد أحاك في؛ أي: أثر, وهذه مبالغة في صفة الشوق.
وقوله (١٣٤/أ):
إذا التوديع أعرض قال قلبي ... عليك الصمت لا صاحبت فاكا
يقول: إذا هممت بالتوديع أمرني قلبي بالصمت, ودعا علي فقال: لا صاحبت فاك؛ أي: ليتك لا فم لك تنطق به فتودع.
وقوله:
ولولا أن أكثر ما تمنى ... معاودة لقلت ولا مناكا
مناك: في موضع نصب؛ لأنها كالمعطوفة على قوله: فاك؛ أي: لا صاحبت فمك, ولا أمانيك, وإنما يريد مناه التي تخطر بقلبه لا الأماني التي تبلغ؛ لأنه بخل عليه بأن يتمنى شيئًا لم يكن بعد؛ لأن الأماني ربما تعلل بها أخو الهم, ومن ذلك قول القائل:[البسيط]
إذا تمنيت بت الليل مغتبطًا ... إن المنى رأس أموال المفاليس
ومنه قول مالك بن الريب:[الطويل]
فيا زيد عللنا بمن يسكن الغضا ... وإن لم يكن يا زيد إلا أمانيا