وقوله:
قد استشفيت من داءٍ بداءٍ ... وأقتل ما أعلك ما شفاكا
يقول قلبه: قد استشفيت من داءٍ, وهو فراق هذه الحضرة, بداءٍ, وهو الوداع, وأقتل ما أعلك الذي يشفيك فيما تظن, وهو وداعك.
وقوله:
فأستر منك نجوانا وأخفي ... همومًا قد أطلت لها العراكا
هذه الأبيات كلها حكاية عن القلب. نجوانا: أي: سرارنا؛ يعني القلب مناجاته للهموم.
وقوله:
إذا عاصيتها كانت شدادًا ... وإن طاوعتها كانت ركاكا
الركاك: جمع ركيكٍ, وهو الضعيف, وكل ضعيفٍ ركيك, ومنه قولهم: مطر رك إذا كان ضعيفًا, قال الشاعر: [الرجز]
كأن فاها عبقر بارد ... أو ريح روضٍ مسه تنفاح رك
العبقر: البرد.
وقوله:
وكم دون الثوية من حزين ... يقول له قدومي ذا بذاكا
ومن عذب الرضاب إذا أنخنا ... يقبل رحل تروك والوراكا
تروك: اسم بختيةٍ كان وهبها له عضد الدولة, والوراك: ما يتورك عليه الراكب من أديمٍ أو غيره, والثوية: أرض قريب من الكوفة.
وقوله:
يحرم أن يمس الطيب بعدي ... وقد عبق العبير به وصاكا
العبير: الزعفران, ويقال: بل هو أخلاط من الطيب تجمع. وصاك به الطيب إذا علق.
وكأن (عبق) مستعمل في الرائحة. وصاك الطيب بالجسد إذا تبين أثره عليه.