للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن ما قبل هاء التأنيث لا يكون إلا متحركًا حركةً بينةً أو مرادةً في النية كقولهم: أرطاة. فما قبل الهاء ساكن إلا أن أصله الحركة فكأنه أرطية فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها, ومن ذهب إلى هذا الوجه فوزن أخت عنده: فعت. والقول في تاء بنتٍ كالقول في تاء أختٍ, فمن زعم أن الساقط من ابن واو جعل أصل بنت على القول الأول بنو. ومن ذهب إلى أن الساقط من ابن ياء وأنه من بنى الرجل على امرأته يبني فأصل بنتٍ عنده بني, وكان الأخفش يجعل الذاهب من ابن واوًا ويستدل على ذلك بقولهم: البنوة, وكان الزجاج يجيز أن يكون الذاهب من ابن واوًا أو ياءً, ومن قال: إن تاء أختٍ هي هاء التأنيث فوزن بنت عنده: فعت, وهي على القول الأول فعل.

وقوله:

أجل قدرك أن تسمي مؤبنةً ... ومن يصفك فقد سماك للعرب

التأبين: الثناء على الميت دون الحي, قال لبيد: [الرجز]

فأبنا ملاعب الرماح ... ومدره الكتيبة الرداح

وقد ذهب بعضهم إلى أن التأبين قد جاء للأحياء, وإنما يقال: إنه ورد في بيت الراعي وذلك قوله: [الطويل]

وقلت لخلي ارفعاها وأبنا ... هنيدة واهتاج العيون اللوامح

كأنهم يذهبون إلى أنه أراد أنشدا النسيب الذي قيل في هنيدة. وقد يمكن أن تكون هنيدة قد ماتت في تلك الحال, أو يكون يائسًا من لقائها؛ فكأنها عنده في حال الميت.

<<  <   >  >>