بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يجز مكبول
ولم يشأه؛ أي لم يسبقه. وإن كا ن عند رجل عظيم الشأن لم تجر العادة بأن يطلب عنده تبل؛ فهو عزيز ممتنع كالذي يماطل بالدين.
وقوله:
أمام الكتيبة تزهى به ... مكان السنان من العامل
يعني أن سيف الدولة يتقدم أصحابه فيكون أمامهم وعليه معولهم, كما أن الغرض في حمل الرمح إنما هو السنان, فالكتيبة تزهى به أي يداخلها الزهو.
وقوله:
وإني لأعجب من آملٍ ... قتالًا بكم على بازل
أقال له الله لا تلقهم ... بماضٍ على فرسٍ حائل
إذا ما ضربت به هامةً ... براها وغناك في الكاهل
العرب تحمد الحائل من الخيل والإبل لأنها أقوى على السير والركض, قال امرؤ القيس: [مخلع البسيط]
تحملني نهدة سبوح ... صلبها العض والحيال
العض: علف الأمصار. يقول: حتى المحارب إذا كان بطلًا أن يلقى عدوه على أجود ما يجد من الخيل, ويكون معه سيف إذا ضرب به هامةً براها كما يبرى القلم, ونزل حتى تسمع صوته في الكاهل, وهو مركب العنق في الظهر, وعجب الشاعر مما فعله الخارجي لما ركب بازلًا من الإبل, وجعل يشير إلى أصحابه بكمه؛ لأن ذلك سفه من الرأي.
وقوله:
يشمر للحج عن ساقه ... ويغمره الموج في الساحل
وصف الخارجي بجهلٍ وإقدامٍ على غير خبرة, فمثله مثل من يشمر عن ساقه ليخوض في اللج, وذكره التشمير يدل على أنه طمع في خوض اللوج, وقد غمره الموج في الساحل