وقوله:
فظل يخضب منها اللحى ... فتى لا يعيد على الناصل
يعني بالفتى: سيف الدولة, وجعل قتل أصحابه إياهم كأنه فعل له, إذ كان من إرادته واختياره فخصبت لحاهم بالدم (١٣٩/أ) كما يخضب الشيب بالحناء والكتم؛ إلا أن عادة من يخضب شيبه إذا نصل أن يعيد الخضاب, وهذا الخاضب لا يفعل ذلك, ويقال: نصل الخضاب إذا انجلى عن المخضوب. قال الشاعر: [الوافر]
وخاضبةٍ لأوبتنا يديها ... سينصل قبل أوبتنا الخضاب
وقوله:
ولا يزع الطرف عن مقدمٍ ... ولا يرجع الطرف عن هائل
يزع: يكف, والطرف: الفرس الكريم, ويقال للرجل: طرف تشبيهًا بالفرس, قال ابن أحمر: [الطويل]
عليهن أطراف من القوم لم يكن ... طعامهم حبًا بزغبة أسمرا
وبيت الطرماح يفسر على وجهين: [الطويل]
فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صلوح
قيل: أراد بأطرافه أجداده من قبل أبيه وقبل أمه, وهم جمع طرفٍ, وقيل: أراد جمع طرفٍ وهو الرجل الكريم.
وقوله:
إذا طلب التبل لم يشأه ... وإن كان دينًا على ماطل
التبل أن يكون في قلب الرجل حقد على من قتل قريبًا له, ثم استعير التبل في كل ما يغلب على القلب, فيقال للحب: تبل, وكذلك الشوق, قال الشاعر: [البسيط]