وقوله:
فلما بدوت لأصحابه ... رأت أسدها آكل الآكل
الهاء في أسدها راجعة إلى الأصحاب, ويجوز أن تكون راجعةً إلى الخيل؛ أي لما بدوت لأصحاب الخارجي رأت أسد أصحابه أسدًا يأكلها, كما كانت تأكل غيرها.
وقوله:
بضرب يعمهم جائرٍ ... له فيهم قسمة العادل
وصف الضرب بالجور, أي إنه يسرف فيكون كمن يجور, وقوله: له فيهم قسمة العادل؛ أي يقد الرجل فيجعله كالذي قسم جسمه, وهذا كما يروى عن علي عليه السلام أنه كان إذا اعتلى قد وإذا اعترض قط.
وقوله:
وطعنٍ يجمع شذانهم ... كما اجتمعت درة الحافل
الشذان: ما شذ من الشيء, والهاء والميم في شذانهم راجعة إلى أصحاب الخارجي؛ أي يجمع من شذ منهم إلى معظمهم, كما اجتمعت درة الحافل؛ أي هذا الطعن يجمعهم ليستأصل أخذهم, كما أن الحالب يوفر اللبن ليحتلبه أجمع, وإنما يعني أن الطعن يجمعهم ليصيبهم القتل عن آخرهم, وهذا نحو من قول الأول: [البسيط]
من الجعافر يا قومي فقد صريت ... وقد يتاح لذات الصرية الحلب
يقال: صرى اللبن إذا جمعه في الضرع.
وقوله:
إذا ما نظرت إلى فارس ... تحير عن مذهب الراجل
يقول للممدوح: إذا نظرت إلى الفارس, وهو أقدر على الفرار من الراجل, تحير فلم يطق أن يذهب ذهاب الواحد من الرجالة.