وقوله:
بذي الغباوة من إنشادها ضرر ... كما تضر رياح الورد بالجعل
يقال إن الجعل يألف المواضع الكريهة الرائحة, وتشق عليه الرائحة الطيبة, قال جرير: [البسيط]
يا مرفقي إن الجعل يألف المواضع الكريهة الرائحة, وتشق عليه الرائحة الطيبة, قال جرير: [البسيط]
يا مرفقي جعلٍ يدعى لشر أبٍ ... في الصيف يدخل بيتًا غير مكنوس
وقوله:
يا من يسير وحكم الناظرين له ... فيما يراه وحكم القلب في الجذل
يعني بالناظرين: ناظري الممدوح, أي له فيما يراه حكم ناظريه [كما له] (*) حكم القلب في الجذل أي الفرح, فإذا تمنى قلبه شيئًا وصل إليه. ومن روى: الناظرين في معنى المنجمين فله معنى, ولا يبنغي أن يعدل عن الوجه الأول, لأن قوله: حكم القلب في الجذل يشهد بأن الناظرين عينا الممدوح.
وقوله:
ينظرن من مقلٍ أدمى أحجتها ... قرع الفوارس بالعسالة الذبل
الأحجة: جمع حجاجٍ وحجاجٍ, وهو عظم الحاجب, قال الراجز: [الرجز]
تغدو إذا ما لحمها تفرجا ... إذا حجاجا مقلتيها هججا
يقال: هجت العين إذا غارت, وأراد إذا حجاجا مقلتيها غارت المقلتان اللتان فيهما الحجاج لا يهجج, فحمله على حذف المضاف. والعسالة: الرماح لأنها تعسل, أي تضطرب كما يضطرب متن الذئب والثعلب. قال ساعدة بن جؤية في صفة الرمح: [الكامل]
لدنٍ بهز الكف يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثعلب
والقافية من المتراكب وهي أسل من قوله: والأسل, والقافية عند الخليل أولها.