فقال: الشعر طريق وربما وقع الحافر على الحافر. ويقال للصغير: طفل, وربما بقي هذا الاسم عليه فاستعمل له بعد أن يصير رجلًا؛ فجائز أن يقال للفوارس إذا رؤوا وهم شباب أو كهول: هؤلاء أطفال فلانٍ؛ أي أولاده الذين كانوا أطفالًا. فأما قول زهير:[الطويل]
لأتحلن في الصبح ثم لأدأبن ... إلى الليل إلا أن يعرجني طفل
أي: إلا أن تلقي ناقتي ولدًا فيمنعني من السير.
وقوله:
ألست من القوم الذي من رماحهم ... نداهم ومن قتلاهم مهجة البخل
الاستفهام هاهنا تحقيق, وقوله: ألست من القوم؛ أي أنت منهم, كما يقول الرجل لصاحبه: ألم أعطك دينارًا؛ أي قد أعطيت إياه. وقوله: الذي, يجوز أن يريد به: الذين؛ فيحذف النون, كما قال الأشهب بن رميلة:[الطويل]
إن الذي حانت بفلجٍ دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد
فإذا حمل هذا على الوجه؛ فالذي وما بعده موضع خفضٍ لأنه نعت للقوم. وفيه وجه آخر وهو أن يكون الذي مبتدأ, وقوله: من رماحهم صلته, ونداهم: خبر الذي, وتكون الجملة في موضع حالٍ؛ لأن الجملة تنعت بها النكرة, وتكون حالًا للمعرفة.
وقوله:
بمولودهم صمت اللسان كغيره ... ولكن في أعطافه منطق الفضل