للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: بدا هذا المولود وهو يعدنا أن يروينا بالجود. وصد: أي مال عنا, وبنا غلة البلد الماحل؛ أي: عطشه, وكان ذلك والخيل قد مدت عيونها تنتظر أن يضع هذا المولود رجله في الركاب فتفتخر بذلك, وجعل الركاب يبدل من النعل؛ لأن الطفل أول مشيه إنما يكون بنعلٍ خفيفةٍ, وادعى للخيل ذلك على سبيل المبالغة.

وقوله: وعد السحابة بالروى: جاء بالباء مع الوعد؛ وإنما تجيء مع الوعيد, ولا يقولون: وعدثه بكذا؛ إنما يقال: وعدته خيرًا وشرًا, فإذا قالوا: أوعدت جاؤوا بالباء, قال الراجز: [الرجز]

أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي ورجلي شثنة المناسم

ويجوز أن يحمل قوله: بالروى على تقدير: له في الروى وعد السحابة, ولا يكون الوعد موصولًا بالباء, وتكون الباء مؤديةً معنى «في».

وقوله:

وريع له جيش العدو وما مشى ... وجاشت له الحرب الضروس وما تغلي

(١٤٢/أ) الضروس توصف به الحرب, وأصل ذلك قولهم: ضرسه إذا عضه بضرسه, يقال: فرس ضروس, وكذلك ناقة.

وقوله:

أيفطمه التوراب قبل فطامه ... ويأكله قبل البلوغ إلى الأكل

هذا استفهام لا يحتاج إلى جواب؛ لأن فيه معنى الإنكار, كما تقول للرجل يفعل فعلًا تنكره: ويحك أفعلت كذا؛ أي: لم يجب أن تفعله, والفطم يستعمل في قطع الرضاع عن الولد, وقد استعمل ذلك في الناس وغيرهم, قال الراجز: [الرجز]

من كل كوماء السنام فاطم ... تشحى لمستن الذنوب الرادم

شدقين في رأسٍ لها صلادم

والتوراب من أسماء التراب.

<<  <   >  >>