والهاء في أفعاله راجعة على الابن, و "لا" في معنى غير, ورأى هاهنا تؤدي معنى رضي واختار, كما يقال: فلان يرى أن يكون كذا؛ أي يشير به ويرضاه.
وقوله:
وبأرعنٍ لبس العجاج إليهم ... فوق الحديد وجر من أذياله
الأرعن: الجيش الذي له مقدمة كرعن الجبل, والهاء في أذياله تحتمل أن تكون عائدةً إلى الجيش وإلى العجاج.
وقوله:
كل يريد رجاله لحياته ... يا من يريد حياته لرجاله
هذا البيت مبني على حكايةٍ تذكر عن سيف الدولة مع الإخشيد؛ وذلك أنه أراد أن يغلب على هذه البلاد, وجاء في جيش عظيم فطرد سيف الدولة ثم انصرف؛ فيقال: إن سيف الدولة وجه إليه بكلام مراده فيه: ابرز إلي ولا تقتل الناس بيني وبينك؛ فأينا غلب ملك. فوجه إليه الإخشيد: ما رأيت أعجب منك! إنما جمعت هذا الجيش العظيم لأقي به نفسي, أفتريد أن أبارزك؛ فهذا جهل.
ويقال للسيف: منصل ومنصل, وضم الصاد شاذ في القياس, وهو أكثر من منصلٍ, والقياس يدل على فتح الصاد, وأما منصل فهو على مثال: مدهنٍ ومسعطٍ, وهما على غير قياس.
وقافية هذه القصيدة من المتدارك وهي: اللام والهاء والياء, والقافية عند الخليل: واو واله من أهواله, وكذلك: تاله من أقتاله.