(١٤٤/ب) , وتشمل أي تضم, وتشتمل بمن يشمل دهرها يعني الممدوح, ويجوز رفع وتشمل على العطف ونصبها على إضمار أن؛ لأن الاستفهام قد تقدم في أول البيت, ويكون التقدير: أيجتمع عذل العذل واشتمال هذه الخيمة على الذي يشمل دهرها. والمراد أنه لا ينبغي أن تعذل لأنها قد بنيت لأمرٍ عظيم لم تطقه.
وقوله:
فلم لا تلوم الذي لامها ... وما فص خاتمه يذبل
يذبل جبل معروف, ويقال: فص الخاتم بالفتح وهو أفصح, ويقال بالكسر.
يقول: لم لا تلوم هذه الخيمة من لامها على السقوط, والذي لامها ليس فص خاتمه يذبل, وهذه مبالغة عظيمة؛ لأنه جعل الذي يجترئ على لوم هذه الخيمة يجب أن يكون فص خاتمه مثل هذا الجبل المستعظم, وكيف يلومها وهو حقير, إنما شخصه كشخص غيره من الناس.
وقوله:
رأت لون نورك في لونها ... كلون الغزالة لا يغسل
يقال: إن أصل الغزالة ارتفاع الشمس وهو وقت, ثم سميت الشمس غزالةً, قال ذو الرمة: [الوافر]
فأشرفت الغزالة رأس حوضى ... لرامتهم فما أغني قبالا
وقال الراجز: [الرجز]
قالت له وارتفقت ألا فتى ... يسوق بالقوم غزالات الضحى
وقيل: إنما سميت الشمس غزالةً لأنهم جعلوا حبالها كالغزل الذي تغزله المرأة. وأراد أن لون هذا الممدوح لا يلحقه التغير كلون الشمس الذي لا يزول عنها بالغسل.