للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وأن لها شرفًا باذخًا ... وأن الخيام بها تخجل

الخجل في بني آدم استرخاء يلحق من الحياء فاستعاره للخيام؛ أي هذه الخيمة إذا نظرت الخيام إلى عظيم شرفها خجلت, وعلمت أنها مفتضحة إذا قيست بهذه الخيمة, وإنما أخذ خجل بني آدم من قولهم: خجل الوادي إذا كثر نبته وطال, ومن شأن النبت إذا طال أن ينعطف ويضعف. وذكر ابن السكيت في كتاب «الأضداد» أن الخجل يكون النشاط ويكون الكسل, وأنشد في الخجل إذا أريد به النشاط, عن أبي تمام الباهلي: [الرجز]

إذا دعا الصارخ غير المتصل ... جاءك منهم كل ذيالٍ خجل

وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: «إذا جعتن دقعتن, وإذا شبعتن خجلتن» , وقال أصحاب اللغة: الدقع سوء احتمال الفقر, والخجل سوء احتمال الغنى, وينشد قول الكميت: [المتقارب]

ألم يدقعوا عندما نابهم ... لعض زمانٍ ولم يخجلوا

وقوله:

ولما أمرت بتطنيبها ... أشيع بأنك لا ترحل

تطنيبها مد أطنابها, وأشيع الشيء إذا ظهر؛ يقال: شاع الخبر وأشاعه الناس, وقولهم: أشاع الخبر بغير باء أحسن من قولهم: أشاع بالخبر.

<<  <   >  >>