وقوله:
فما العاندون وما أثلوا ... وما الحاسدون وما قولوا
يقال: أثل الرجل الشيء إذا جعل له أصلًا, وبناء أثيل إذا أحكم؛ وإنما أخذ ذلك من الأثلة. والأثل شجر عظيم؛ فشبه ما يؤثله الرجل ويسعى له في الزيادة بالأثلة لأنها شجرة قوية. وقولوا: من كثرة القول, ومنه قولهم: تقول فلان كلامًا إذا اختلقه.
وقوله:
وملمومة زرد ثوبها ... ولكنه بالقنا مخمل
جعل الزرد ثوبًا وجعل القنا خمله, وتشبيههم الدرع بالثوب قديم. قال قيس بن الخطيم: [الطويل]
ولما رأيت الحرب حربًا تجردت ... لبست مع البردين ثوب المحارب
مضاعفةً يغشى الأنامل ريعها ... كأن قتيريها عيون الجنادب
وقال القطامي: [البسيط]
نقريهم لهذمياتٍ نقد بها ... ما كان خاط عليهم كل زراد
فجعل الزراد خياطًا للدروع, وصير الشاعر القنا خملًا للزرد, استعاره من خمل القطيعة وغيرها, وهو ما يظهر من الهدب. وهذا البيت يقارب معنى البيت الآخر: [الوافر]
فلو أنا شهدناكم نصرنا ... بذي لجبٍ أزب من العوالي
(١٤٥/أ) فقال: أزب أي كثير الشعر. وزعم أن الزرد والقنا كالثوب الذي يكون له خمل.
وقوله:
يفاجئ جيشًا بها حينه ... وينذر جيشًا بها القسطل
يفاجئ أي يلاقي لقاءً على غفلة, وينذر جيشًا بها قسطلها؛ أي غبارها. يقول: مرة يفجأ الجيش فيكون حينه قد حضر, ومرة ينذر أعداءه بالقسطل المثار؛ أي الغبار.