للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول

المناقب: جمع منقبةٍ, وأصل ذلك أن الملك كان إذا استولى على الأمور حفر الأنهار وفتح العيون؛ يعد ذلك من عظيم أفعاله ومما يحمد عليه, فقيل: قد فعل منقبةً؛ أي أظهر شيئًا نقب عنه, ثم كثر ذلك حتى سميت المكرمة منقبةً وإن لم يكن ثم حفر.

وقوله: فما كليب يريد: فأي شيءٍ, ودخلت ما على الإنس؛ لأن المراد السؤال عن صفة كليبٍ مع الاحتقار لشأنه, أي فأي وصفٍ ما يوصف به كليب؟ ! يريد أنه قليل محتقر.

وقوله:

وقد وجدت مكان القول ذا سعةٍ ... فإن وجدت لسانًا قائلًا فقل

قوله: وجدت يجوز أن يكون خطابًا لغيره, لأنه قال: والمدح لابن أبي الهيجاء تنجده, ويحتمل أن يكون خطابًا لنفسه؛ لأن ذلك كثير في الشعر؛ يكون الشاعر في الظاهر مخاطبًا لغيره, وإنمان يعني نفسه, ومن ذلك قول سحيمٍ: [الطويل]

تريك غداة البين كفًا ومعصمًا ... ووجهًا كدينار الأعزة صافيا

يريد أنها أرته كفها ومعصمها لا لغيره. قال آخر: [البسيط]

تامت فؤادك لم تقض الذي وعدت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا

إنما أراد أنها تامت فؤاده لا فؤاد غيره.

وقوله:

إن الهمام الذي فخر الأنام به ... خير السيوف بكفي خيرة الدول

قوله: فقل يحتمل أن يكون موصولًا بالبيت الذي بعده, وأن يكون منقطعًا منه.

وإذا كان غير موصولٍ به؛ فالمراد: قد وجدت القول متسعًا؛ فإن وجدت لسانًا يسعدك فانطق بما تقدر عليه, ويكون أول البيت الثاني في موضع رفعٍ على الابتداء.

وإذا جعل قل متصلًا بما بعده؛ فأول البيت الثاني في موضع نصب.

<<  <   >  >>