وقوله: بكفي خيرة الدول, والخيرة كلمة كالشاذة؛ لأنهم قالوا: فلان خير من فلانٍ, وهم يريدون أخير منه, ثم حذفوا الهمزة لكثرة الاستعمال, وإذا قالوا: هذا أخير من فلان وجب أن يقولوا: هذه الخورى, كما أنهم إذا قالوا: هذا أطيب من هذا وجب أن يقولوا في الأنثى: الطوبى, ولما كثر استعمالهم خيرًا في معنى أخير أدخلوا الهاء عليه, وكذلك قالوا: هذا شر من هذا؛ فلما كثر طرح الهمزة أدخلوا الهاء على شر فقالوا: هذه اشرة الدور, وأنشد السيرافي:[الخفيف]
لعن الله شرة الدور كوثى ... وبلاها بالذل والإمعار
لست أعني كوث العراق ولكن ... شرة الدور دار عبد الدار
وقوله:
انظر إذا اجتمع السيفان في رهجٍ ... إلى اختلافهما في الخلق والعمل
يعني بالسيفين: سيف الدولة والسيف الذي يقاتل به, وهما مختلفان في الخلق والعمل؛ لأن بني آدم لا يشبهون السيوف في الخلق, والسيف في الحقيقة لا يعمل شيئًا, وإنما تعمل به الأشياء.
وقوله:
هذا المعد لريب الدهر منصلتًا ... أعد هذا لرأس الفارس البطل