للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وما الفرار إلى الأجبال من أسدٍ ... تمشي النعام به في معقل الوعل

النعام يكون في السهول, والأوعال تكون في الجبال, ومن أمثالهم: «لا يجتمع الأروي والنعام» , يريدون بالأروي جمع أرويةٍ وهي أنثى الوعل. يقول: إن النعام والأوعال لا يجتمعان لأن موضعيهما متضادان. والمراد أن الخيل أو الإبل التي يعملها هذا الممدوح تمشي في معاقل الأوعال.

وقوله:

جاز الدروب إلى ما خلف خرشنةٍ ... وزال عنها وذاك الروع لم يزل

فكلما حلمت عذراء عندهم ... فإنما حلمت بالسبي والجمل

الدروب: الأبواب, ويقال للموضع الضيق الذي يؤدي إلى غيره: درب, قال امرؤ القيس: [الطويل]

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

وخرشنة: اسم أعجمي وليس لها اشتقاق يشبه اشتقاق العربية, وقوله: فكلما حلمت عذراء؛ أي إذا أبصرت في النوم شيئًا فإنما تبصر أنها قد سبيت وحملت على جمل.

وقوله:

إن كنت ترضى بأن يعطوا الجزى بذلوا ... منها رضاك ومن للعور بالحول

الجزى: جمع جزيةٍ, وهو ما يأخذه السلطان من عدو الإسلام, وما يجبيه من أهل الذمة الذين بين المسلمين, وفي الكتاب العزيز: {حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} , وهو مأخوذ من قولهم: جزيته بفعله؛ فكأن هذه الجزية جزاء للسلطان إذا كف عن غزوهم, أو رضي بأخذ القليل من الذين في بلاده.

<<  <   >  >>