رأى تقع على قوله: رأس لابسه, وتقدير الكلام إذا رأى البيض واليلب رأس لابسه ورأى هذا المرأة علم أن المقانع التي تلبسها النساء أشرف منه.
وقوله:
وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها ... فإن في الخمر معنى ليس في العنب
يقال: إن تغلب الغلباء إنما قيل في الأصل لتغلب بن حلوات بن عمران بن الحاف بن قضاعة. فيجوز أن يكون قولهم: الغلباء: أي: أنها تغلب الناس, ويحتمل أن يراد بذلك الكثافة والقوة من قولهم: أسد أغلب إذا كان غليظ العنق, ثم وصفت تغلب بنة وائل بهذا الوصف.
والعنصر, بضم الصاد, وفتحها: الأصل, ويحتمل أن يكون اشتقاقه من عصرت الماء, وتكون النون زائدةً؛ لأن المولود عصارة من أبيه؛ إذ كان يخلق من مائه, ولا يمتنع أن يكون العنصر من العصر الذي هو الملجأ؛ لأن أصل الإنسان كأنه شيء يلجأ إليه.
قوله:
وليت عين التي آب النهر بها .... فداء عين التي زالت ولم تؤب
جعل النهار يؤوب بعين الشمس؛ لأنه يكون كالغائب, والمعروف في كلام العرب أن يكون الإياب مع الليل, ولذلك قالوا: التأويب سير النهار كله إلى الليل, وقال كعب بن سعد الغنوي:[الطويل]
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديًا ... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب