للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

مسرة في قلوب الطيب مفرقها ... وحسرة في قلوب البيض واليلب

استعار للطيب قلوبًا؛ لأن جعله كمن يعقل, ولما كان الطيب يقع على صنوف كثيرة حسن أن يجمع فيقول: قلوب الطيب؛ لأن من الطيب المسك والكافور والعنبر, وغير ذلك.

والبيض: جمع بيضة الحديد.

واليلب في هذا الموضع: شيء يتخذ من الجلود, فيجعل على الرأس في الحرب, وقد اختلف فيه, فقيل: هو شيء كالدروع يتخذ من أديمٍ, وقال قوم: اليلب: الترسة. وقال قوم: اليلب: خالص الحديد. وقال بعضهم: إنما غلط الراجز فظن أن اليلب حديد, فقال:

ومحور أحكم من ماء اليلب

كما غلط الآخر في قوله: [الرجز]

برية لم تعرف المرققا ... ولم تذق من البقول الفستقا

فظن أن الفستق من البقول. ومثل هذا من أغلاط العرب كثير.

وقوله (١٢٣/ب):

إذا رأى ورآها رأس لابسه ... رأى المقانع أعلى منه في الرتب

<<  <   >  >>