وخضنا بالقرات إلى تميمٍ ... وقد ظنت بنا مضر الظنونا
بحورًا يغرق السبحاء فيها ... ترى الجرد بها سفينا
القرات اسم ماء أو موضع فيه ماء, وبعض الناس يصحف فيقول: الفرات. وقد روي أن بعض جيوش المسلمين عبرت إلى جموع فارس دجلة أو الفرات مثل هذا المعنى الذي ذكره الكميت؛ فلم يصب منهم فارس ولا فرس, فلما عبروا الماء قال قائل منهم: كان معي قعب فذهب, فقال له بعض أصحابه: هذا قعبك وجدته فخذه.
وقوله:
وفي بطن هنزيطٍ وسمنين للظبى ... وصم القنا ممن أبدن بديل
هنزيط اسم بعربي ولا يوافق العربية في الاشتقاق؛ لأن النون إن جعلت زائدة فاشتقاقه من الهزط, ولم يحكه أصحاب اللغة.
وأما سمنين فهي موافقة لفعلين من السمن أو السمن, والمراد أن السيوف والقنا كانت قد أبادت من لقيته, فلها منه بديل في هذين الموضعين؛ أي سوف تجد فيهما من تقتله.
وقوله:
بتن بحصن الران رزحى من الوجا ... وكل عزيزٍ للأمير ذليل
رزحى جمع رازح, وهو الذي لا يقدر على القيام من الهزال والضعف, وفعلى إنما هو جمع فعيل مثل: مريض ومرضى, وجريح وجرحى, فجرى رازخًا على هذا المثال, لأن فعيلًا وفاعلًا يشتركان؛ كقولك: عالم وعليم, وسالم وسليم, والرازح هو الذي أصابه الرزاح؛ فكأنه مفعول مثل جريحٍ في معنى مجروح.
وقوله:
ودون سميساط المطامير والملا ... وأودية مجهولة وهجول
(١٥٠/أ) المطامير جمع مطمورةٍ, وهو ما حفر تحت الأرض ليستتر فيه, أو يعتصم به