للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: إن كان ساقهم إليك خوف أسرٍ وقتلٍ؛ فقد فعلوا ما كان يفعل القتل والأسر الواقعان بهم, وربما كان انتظار الشيء أشد من مباشرته. ومن أمثال الأصمعي الموضوعة في كتاب الأمثال: «الحذر أشد من الوقعية». وقوله: فخافوك حتى ما لقتل زيادة؛ أي خافوك خوفًا لا يزيد خوفهم القتل عليه, وجاؤوك حتى لا حاجة إلى السلاسل التي تجعل في أعناق الأسرى. وهذا البيت كالتفسير للبيت الأول.

وقوله:

كريم متى استوهبت ما أنت راكب ... وقد لقحت حرب فإنك باذل

رفع كريمًا على تقدير قوله: أنت كريم, ووصفه أنه لو سئل ما هو راكب على ظهره في الحرب لوهبه للسائل. ولقحت الحرب إذا كان أمر يهيجها, وإنما شبهت بالناقة اللاقح. وكانت العرب تضن في الحروب بأن يردف الرجل على الفرس خوفًا أن تقصر عن حمل رجلين, ومن ذلك قول الفرار السلمي: [الطويل]

عدمت أناسًا بالجليل كأنما ... رئيسهم ليث ببيشة أفدع

كأن ابنة الشقراء لما ابتذلتها ... بذي الرمث ظبي في تبالة أخضع

غداة يقول القين هل أنت مردفي ... وما بين ظهر القين والرمح إصبع

فقلت له يابن الخبيثة إنها ... برب خفيفٍ واحدٍ هي أسرع

فإن يك عارًا يوم ذاك أتيته ... فراري فذاك الجيش قد فر أجمع

<<  <   >  >>