يجدد فعلًا لم يمرر به, وهذه الدعوى توجب الاستغفار, ولا يحل أن يوصف بها مخلوق, ولكن الشعراء مصطلحون علي هذه المبالغات.
وقوله:
إن خير الدموع عينًا لدمع ... بعثته رعاية فاستهلا
يقال: استهل الدمع إذا تهيأ لأن ينهل, وانهلاله انصبابه بالمطر, واستفعل يستعمل على هذا الوجه, يقال: استسر الهلال إذا حصل في السرار, واستجد الرجل صديقًا إذا أخذه جديدًا, وربما قال المفسرون: الاستهلال رفع الصوت؛ وإنما قالوا ذلك لأن السحاب إذا استهل طال ما سمع معه رعد, وقالوا: أهل الرجل إذا رفع صوته بدعاءٍ أو تسبيح, قال ابن أحمر: [السريع]
يهل بالفرقد ركبانها ... كما يهل الراكب المعتمر
وإنما قيل لرافع الصوت مهل؛ لأن الهلال إذا طلع فمن شأن من رآه أن يذكر الله؛ فيرفع لسانه بذلك, وقالوا: استهل الصبي إذا بكى بعد ولاده, وأصله ما تقدم. وقال الشاعر: [الطويل]
أهل به لما استهل بصوته ... حسان الوجوه ناعمات الأنامل
وقوله:
قاسمتك المنون شخصين جورًا ... جعل القسم نفسه فيه عدلا
كان لسيف الدولة أختان؛ إحداهما التي رثاها أبو الطيب بالقصيدة التي أولها:
يا أخت خير أخٍ يا بنت خير أب
وكانت الكبرى من أختيه فماتت الصغرى قبلها, وهي المرثية بهذه القصيدة, وفضل أبو الطيب الباقية على الذاهبة في هذه القصيدة وفي الأخرى فقال:
قد كان قاسمك الشخصين دهرهما ... وعاش درهما المفدي بالذهب
وقوله:
فإذا قست ما أخذن بما أغـ ... ـدرن سرى عن الفؤاد وسلى