في عدها ضمير يعود على الدهر, والهاء والألف في عدها عائدة على أفعال سيف الدولة التي هي تخليص الأسرى بالسيوف, وإراحة المقلين من العدم بالنوال؛ فكأن الدهر رأى ذلك نصرةً عليه, فلما ختل الممدوح, فأخذ بعض أهله, ظن أنه قد أدرك ثأرًا.
وقوله:
قارعت رمحك الرماح ولكن ... ترك الرامحين رمحك عزلا
يقول: قارعت الرماح رمحك فترك الرامحين عزلًا؛ أي لا سلاح معهم, والواحد أعزل, وإنما قيل له ذلك لأنه إذا فقد السلاح انعزل عن الحرب, وأكثر ما يستعمل فيمن فقد الرمح, [و] يقال له: أجم, والأجم الذي لا قرن له, والرماح يقال لها: قرون الخيل, قال عنترة: [الوافر]
ألم تعلم لحاك الله أني ... أجم إذا لقيت ذوي الرماح
ويقال: فرس جماء إذا لم يكن مع فارسها رمح, وكذلك خيل جم, قال الأعشى: [المتقارب]
متى تدعهم للقاء الصباح ... تأتك خيل لهم غير جم
ويقال في جمع الأعزل: عزل, وكذلك في المصدر, وهو مثل قولهم: أحمق للواحد, والجمع: حمق, وقالوا: هو بين الحمق, قال الهذلي: [الطويل]
فما هو إلا بزه وسلاحه ... وما بكم فقر إليه ولا عزل
والعزل هاهنا مصدر أعزل, قال النابغة في الجمع: [الوافر]
فوارس من منولة غير ميلٍ ... ولا عزل إذا هفت العقاب
وقوله (١٥٣/ب):
لو يكون الذي وردت من الفجـ ... ـعة طعنًا أوردته الخيل قبلا