توصف الخيل بالقبل؛ فيقول قوم: القبل حول خفي. وقال آخرون: القبل ضد الحول, لأن الحول أن تخالف إحدى العينين الأخرى, والقبل أن تقبل إحداهما على الأخرى, وقيل: القبل أن يقبل أعلى العين على أسفلها. قال الهذلي: [الطويل]
فلو سمعوا منه دعاءً يروعهم ... إذًا لأتته الخيل أعينها قبل
وقوله:
خطبة للحمام ليس لها رد ... وإن كانت المسماة ثكلا
ذكر أن خطبة الحمام نفوس بني آدم وغيرها لا يمكن ردها؛ إذ كانت الخطبة طال ما ردها المخطوب إليه. وأصل الخطبة في التزوج, ويجوز أن يقال لكل من طلب شيئًا قد خطبه. قال الراجز: [الرجز]
قد خطب النوم إلي نفسي ... همسًا وأدنى من خفي الهمس
وما بأن أطلبه من بأس
وحسن ذكر الخطبة هاهنا لأن المرثاة امرأة, وبين ذلك الشاعر بقوله:
وإذا لم تجد من الناس كفوًا ... ذات خدرٍ أرادت الموت بعلا
أبدًا تسترد ما تهب الدنـ .. ـيا فياليت جودها كان بخلا
فكفت كون فرحةٍ تورث الغمـ ... ـم وخل يغادر الوجد خلا
وهذ يشبه قول أبي الطيب في موضعٍ آخر:
ولولا أيادي الدهر في الجمع بيننا ... غفلنا فلم نشعر له بذنوب
وللترك للإحسان خير لمحسنٍ ... إذا جعل الإحسان غير ربيب
يقول: لولا أيادي الدهر, أي نعمه, في الجمع بيننا لم ن شعر بذنوبه التي هي فراق وغيره من حوادث الدهر, ثم قال: ترك الإحسان أجمل بالمحسن إذا جعل إحسانه غير مربوبٍ؛ أي