للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقرب هو طلب الماء ليلة ثم الورد. قال الراجز:

ينهضن بالقوم عليهن الصلب ... موكلاتٍ بالنجاء والقرب

والإبل قوارب وقاربة. قال المخبل السعدي: [الطويل]

يقاسون جيش الهرمزان كأنهم ... قوارب أحواض الكلاب تلوب

أي تحوم حول الماء من العطش.

وقوله:

وأنتم نفر تسخو نفوسكم ... بما يهبن ولا يسخون بالسلب

(١٤/أ) يجوز يسخون بالياء, وهو أجود الوجهين؛ لأنه يعود إلى النفوس؛ وإن رويت تسخون بالتاء فهو وجه جيد. ويكون تسخون مخاطبة للمدوحين, والمعنى أنكم تسخون بالهبات عن طيب نفوس, ويشق عليكم أن تسلبوا؛ لأن السلب يؤخذ منكم على كره.

وقوله:

حللتم من ملوك الناس كلهم ... محل سمر القنا من سائر القصب

سائر عند البصريين مأخوذ من سؤر الشيء, وهو بقيته, فيرون أنه يجب أن يقدم قبل هذه الكلمة بعض الشيء الذي هي مضافة إليه, فيقال: لقيت الرجل دون سائر بني أبيه؛ لأن الرجل بعضهم, وكذلك قول الشاعر: [الطويل]

وما حسن أن يعذر المرء نفسه ... وليس له من سائر الناس عاذر

ولا يحسن أن يقال: لقيت اليوم سائر الناس؛ لأنه لم يتقدم شيء يجعل سائر بقية له,

<<  <   >  >>