للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذا المنهج أكثر كلام العرب, ومنه قول الهذلي: [الطويل]

وغير ماء المرد فاها فلونه ... كلون النؤور وهي أدماء سارها

أي: سائرها, وحسن ذلك؛ لأنه قال: وغير ماء المرد فاها, ففوها شيء قد تقدم يكون ما بعده سؤرًا له.

وقال قوم: سائر مأخوذ من سار يسير, وقولهم: لقيت سائر القوم؛ أي: الجماعة التي يسير فيها هذا الاسم وينتشر. ومما جاء على هذا الوجه قول الراجز: [الرجز]

لو أن من يرجز بالحمام ... يقوم يوم وردها مقامي

إذا أضل سائر الأحلام

أي كلها. وبيت أبي الطيب على مذهب البصريين يضعف؛ لأن القنا ليست من القصب في الحقيقة, فكأنه قال: لقيت عنترة العبسي دون بني كلاب, وعنترة ليس منهم. والبيت على الوجه الآخر لا كلام فيه.

وقوله:

فلا تنلك الليالي إن أيديها ... إذا ضربن كسرن النبع بالغرب

النبع: شجر يوصف بالصلابة, وهو من أشجار الجبال, والغرب: شجر ينبت على الأنهار وليست له قوة.

والعرب إذا وصفوا الحيزين المقتتلين بالشدة قالوا: النبع بالنبع يقرع, ولذلك قال, ولذلك قال زفر بن الحارث: [الطويل]

<<  <   >  >>