كم وقفةٍ سجرتك شوقًا بعدما ... غري الرقيب بنا ولج العاذل
سجرتك: أي ملأتك من قولهم: بحر مسجور, وذهب إلى حرارة الشوق تشبيهًا بسجار التنور.
وقوله:
دون التعانق ناحلين كشكلتي ... نصب أدقهما وضم الشاكل
نصب ناحلين على الحال من النون والألف في قوله: بنا؛ لأنه يعني نفسه والتي ذكرها في النسيب. والشكلة الواقعة في الإعراب هي من: شكلت الدابة بالشكال لأنه يضبط الدابة, وكذلك الشكلة تضبط الحرف وتبين حاله. وضم هاهنا لا يريد به الضم الذي هو شكل؛ وإنما أراد ضم شكلة النصب إلى مثلها. يريد أنه والمذكورة قد دنا أحدهما من الآخر؛ إلا أنهما دون التعانق لم يصلا إليه.
وقوله:
جمح الزمان فما لذيذ خالص ... مما يشوب ولا سرور كامل
جمح الفرس إذا غلب فارسه على رأسه, وفي الكتاب العزيز:{وهم يجمحون} , فسروه: يسرعون, وهو راجع إلى المعنى الأول, فكأن الجماح إسراع في عصيانٍ لما يريده الراكب أو غيره.
وقوله:
حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ ... يته المنى وهي المقام الهائل
كان بعض أهل العلم يجعل تمام نصف البيت الأول قبل أن تتم الكلمة كالعيب في المنظوم, وإنما يقل ذلك في الأوزان الطوال؛ فأما في الأوزان الخفيفة فهو كثير كقول الأعشى:[الخفيف]
حل أهلي ما بين درنا فبادو ... لى وحلت علويةً بالسخال