وكقوله: [الخفيف]
إن يعاقب يكن غرامًا وإن يعـ ... ـط جزيلًا فإنه لا يبالي
وقد تقدم ذكر هذا في أول الكتاب. والمعنى: أن الزمان جمح فما تخلص اللذة من أذى يشوبها به الدهر, ولا يكمل للإنسان سرور. وزعم أن ذلك في كل الأشياء حتى أبو الفضل, وهو الممدوح, رؤيته أماني الناس, وإذا وصلوا إليها نغصتها عليهم الهيبة, وما يشاهدون من هول المنظر.
وقوله:
ممطورة طرقي إليها دونها ... من جوده في كل فج وابل
الهاء في إليها راجعة إلى رؤيته, وكذلك الهاء في قوله: دونها, والفج: الطريق الواسع.
وقوله:
ولديه ملعقيان والأدب المفا ... د وملحياة وملممات مناهل
ما علمت بيتًا حذفت منه نون مع لام المعرفة ثلاث مرات إلا في هذا البيت. والعقيان: الذهب الخاص, ويقال: هو الذهب الذي يخرج من المعدن, قال الشاعر: [الرمل]
كل قومٍ خلقوا من آنكٍ ... وبنو العباس عقيان الذهب
وقوله:
لو لم يهب لجب الوفود حواله ... لسرى إليه قطا الفلاة الناهل
يقال: هم حوله وحوليه وحواليه, وهم أحواله, ونصب ذلك كله على الظرف, والعامل فيه فعل مضمر كأنه قال: حضروا حواله أو نحو ذلك, والعرب تنشد رجزًا تنسبه إلى الضب, وقد أنشده سيبويه في كتابه وهو: [الرجز]