الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، وَأَنَّ الْآخِرَةَ خَيْرٌ وَأَبْقَى.
[١٩] ثُمَّ بَيَّنَ الصُّحُفَ فَقَالَ: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: ١٩] قَالَ عِكْرِمَةُ وَالسُّدِّيُّ: هَذِهِ السُّورَةُ في صحف إبراهيم وموسى.
[سورة الغاشية]
[قوله تعالى هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ] خَاشِعَةٌ. . .
(٨٨) سورة الغاشية [١] {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: ١] قَدْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْقِيَامَةِ تَغْشَى كُلَّ شَيْءٍ بِالْأَهْوَالِ.
[٢] {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} [الغاشية: ٢] يعني يوم القيامة، {خَاشِعَةٌ} [الغاشية: ٢] ذليلة.
[٣] {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية: ٣] قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الَّذِينَ عَمِلُوا وَنَصَبُوا فِي الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَكُفَّارِ أَهْلِ الْكِتَابِ مِثْلَ الرُّهْبَانِ وَغَيْرِهِمْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُمُ اجْتِهَادًا فِي ضَلَالَةٍ، يَدْخُلُونَ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَعْنَى النَّصَبِ الدَّأْبُ فِي الْعَمَلِ بالتعب، وقال عكرمة والسدي: عامدة فِي الدُّنْيَا بِالْمَعَاصِي، نَاصِبَةٌ فِي الآخرة في النار، وقال الْحَسَنُ: لَمْ تَعْمَلْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا فَأَعْمَلَهَا وَأَنْصَبَهَا فِي النَّارِ.
[٤] {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: ٤] قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَدْ حَمِيَتْ فَهِيَ تَتَلَظَّى عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ.
[٥] {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: ٥] مُتَنَاهِيَةٍ فِي الْحَرَارَةِ قَدْ أُوقِدَتْ عَلَيْهَا جَهَنَّمُ مُنْذُ خُلِقَتْ، فَدُفِعُوا إِلَيْهَا وِرْدًا عِطَاشًا. قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَوْ وَقَعَتْ مِنْهَا قَطْرَةٌ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَذَابَتْ، هَذَا شَرَابُهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ طَعَامَهُمْ فَقَالَ:
[٦ - ٧] {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [الغاشية: ٦] قال مجاهد: هُوَ نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ لَاطِئٍ بِالْأَرْضِ، تُسَمِّيهِ قُرَيْشٌ الشَّبْرَقَ فَإِذَا هَاجَ سُمَّوْهَا الضَّرِيعَ، وَهُوَ أَخْبَثُ طعام وأبشعه، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ الضَّرِيعَ الشَّوْكُ الْيَابِسُ الذي ليس لَهُ وَرَقٌ، وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ شوك من نار {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: ٧]
[٨] ثُمَّ وَصَفَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} [الغاشية: ٨] قَالَ مُقَاتِلٌ: فِي نِعْمَةٍ وَكَرَامَةٍ.
[٩] {لِسَعْيِهَا} [الغاشية: ٩] في الدنيا، {رَاضِيَةٌ} [الغاشية: ٩] فِي الْآخِرَةِ حِينَ أُعْطِيَتِ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهَا.
[١٠ - ١١] {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ - لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} [الغاشية: ١٠ - ١١] لغوا وباطلا.
[١٢- ١٤] {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ - فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ - وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} [الغاشية: ١٢ - ١٤] عندهم.
[١٥] {وَنَمَارِقُ} [الغاشية: ١٥] وسائد ومرافق، {مَصْفُوفَةٌ} [الغاشية: ١٥] بَعْضُهَا بِجَنْبِ بَعْضٍ وَاحِدَتُهَا نُمْرُقَةٌ بضم النون.
[١٦] {وَزَرَابِيُّ} [الغاشية: ١٦] يعني البسط العريضة {مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية: ١٦] مَبْسُوطَةٌ، وَقِيلَ: مُتَفَرِّقَةٌ فِي الْمَجَالِسِ.
[١٧] {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: ١٧] قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي هَذِهِ السُّورَةِ مَا فِي الْجَنَّةِ عَجِبَ مِنْ ذلك أهل الكفر وكذبوه، فذكر